عندما يُطلب من العامل المبيت ليلا في مكان العمل، ولكن لا يُطلب منه أداء أي عمل في ساعات الليل، إلا في الحالات الاستثنائية، فإنّ ساعات المبيت هذه لا تُحسب كساعات عمل، والمشغل غير مُلزم بدفع أجر عن هذه الساعات
يجوز للعامل والمشغّل الاتفاق فيما بينهما على آلية دفع الأجر عن هذه الساعات، وفقًا لواجب حسن النية والاستقامة
لا يُستخلص من الحكم القضائي هذا أنّ ساعات الليل/المبيت التي يقضيها طاقم العمل في مكان العمل ليست "ساعات عمل" ولكن يجب البتّ في كلّ حالة وفقًا لحيثياتها.
ساعات تواجد الحرّاس ورجال الأمن في ورديات خارج البلاد تعتبر ساعات عمل التي تؤهّلهم لتقاضي أجرًا، حتى إن أمكنهم المبيت في مكان العمل

تفاصيل الحكم القضائي

المستوى القضائيّ:محكمة العمل القطرية
اسم الملفّ:‏ استئناف لدى محكمة العمل (القطرية) 29712-08-13
التاريخ:21.08.2016
رابط:للاطّلاع على الحكم القضائي

خلفية وقائعية

  • عملت عاملة ما لمدة سنتين كمرشدة إعادة تأهيل في مركز للمرضى النفسيين.
  • في إطار عملها، طُلب من العاملة أداء ورديات ليلية والعمل في نهايات الأسبوع أيضًا. الوردية الليلية كانت تبدأ في الساعة 22:00 ليلا وتنتهي في الساعة 08:00 في صباح اليوم التالي. وردية نهاية الأسبوع كانت تبدأ في الساعة 12:00 أو 15:00 أيام الجمعة، وتنتهي في الساعة 22:00 بعد خروج يوم السبت.
  • أجر العاملة بلغ الحد الأدنى من الأجور وفقًا لنظام الساعة عن الورديات النهارية. عن الورديات الليلية، كانت العامل تتقاضي أجرًا إجرًا إجماليًا بقيمة 170 شيكل جديد، وعن وردية نهاية الأسبوع- أجرًا إجماليًا بقيمة 670 شيكل جديد.
  • بعد انتهاء فترة تشغيلها، رفعت العاملة دعوى إلى محكمة العمل اللوائية للحصول على فروقات الأجر، مدّعية أنّ جميع ساعات مكوثها في مركز الرعاية، بما في ذلك مكوثها هناك في الورديات الليلية وفي نهايات الأسبوع، كانت ساعات "عمل" وليس ساعات "تأهّب"، كما ادعت المشغّلة، ولذلك، يحق لها أن تتقاضى الحد الأدنى من الأجور مقابل هذه الساعات.
  • قضت محكمة العمل اللوائية أنّه في الورديات الليلية لم يُطلب من العاملة أداء وظيفتها الاعتيادية كمرشدة إعادة تأهيل، بل الحرص على أن يخلد نزلاء مركز الرعاية للنوم، ليتسنى لها بعد ذلك أن تفعل ما تريد، ونادرًا ما طُلب منها أداء مهمة ما. على ضوء ذلك، قضت المحكمة بأنّه من بين الساعات الـ 10 التي قضتها العاملة في الوردية الليلية- فقط الساعتين ونصف الأوليين اعتبرت "ساعات عمل" التي تؤهّل العاملة للحصول على الحد الأدنى من الأجور، المُدرج في الأجر الإجمالي الذي تقاضته عن الوردية الليلية، وبأنّ الساعات المتبقية لا تعتبر ساعات عمل، ولذلك رفضت المحكمة دعوى العاملة بالحصول على فروقات الأجر عن هذه الساعات.
  • بالنسبة لورديات نهايات الأسبوع، قضت المحكمة بأنّ الساعات التي قضتها العاملة في مركز الرعاية في نهايات الأسبوع تعتبر ساعات عمل، ويحق للعاملة أن تتقاضى عنها الحد الأدنى من الأجور، وفقًا لتسعيرة يوم السبت (150%) و بَدَل مالي عن الساعات الإضافيّة تباعًا. ولكن ساعات الوردية الليلية بين يومي الجمعة والسبت، ابتداءً من الساعة الثانية عشر ونصف بعد منتصف الليل (بعد الساعتين والنصف التي تعتبر ساعات عمل) وحتى الساعة 8:00 صباحًا ليست ساعات عمل. على ضوء ما جاء أعلاه، قضت المحكمة بدفع فروقات الأجر للعاملة عن ورديات نهاية الأسبوع بقيمة 2,930 شيل جديد.
  • استأنفت العاملة لدى محكمة العمل القطرية على الحكم الصادر عن محكمة العمل اللوائية.

الحكم الصادر عن محكمة العمل القطرية

رفضت محكمة العمل القطرية الاستئناف، وقضت بأنّ ساعات مبيت العاملة في مركز الرعاية ليست ساعات عمل، ولذلك لا يحق لها الحصول على الحد الأدنى من الأجور مقابل هذه الساعات:

  • ساعات العمل معرّفة في القانون على أنّها "الوقت الذي يخصّصه العامل لأداء عمله".
  • جاء في الحكم القضائي أنّ الإجابة عن السؤال عمّا إذا كانت هذه الساعات هي ساعات حضور/مكوث التي لا تؤهّل العامل للحصول على أجر، أو ساعات عمل عادية، مرتبطة بعدة عوامل: التعريف الوظيفي للعامل وللمهام التي يؤديها في مكان العمل، هل مكوثه في مكان العمل هو بمثابة إضافة على عمله أو مهامه أم أنّه جوهر عمله، هل طلب المشغّل من العامل المكوث في مكان العمل، وهل يحق للعامل "أن يفعل ما يريد" أثناء مكوثه في مكان العمل.
  • لتحديد ما إذا كانت ساعات مكوث العامل في مكان العمل هي ساعات عمل، لا يكفي الادعاء بأنّ المشغّل طلب من العامل المكوث في مكان العمل، أو استفاد بطريقة ما من مكوثه في مكان العمل.
  • يجب التحقق ممّا إذا تم أداء "مهمة" ما من قِبل العامل أثناء ساعات الليل، وفقًا لطبيعة مكان العمل ولماهية وظيفة العامل. هذا الفحص ليس تقنيًا بل جوهريًا، ويُجرى وفقًا لحيثيات الحالة، ومن منظور مكان العمل والعامل على حد سواء:
    • من منظور مكان العمل- يجب التحقق مما إذا كان مكوث العامل في مكان العمل يحقق غايات مكان العمل، وما هي الفائدة التي حققها المشغّل من الساعات التي قضاها العامل هناك.
    • من منظور العامل- يجب التحقق، من بين جملة الأمور، من مدى قدرة العامل على أن "يفعل ما يشاء" أثناء مكوثه في مكان العمل، ومدى اضطراره لتغيير نمط حياته الاعتيادي، وهل عَمِل أثناء ساعات العمل هذه في وظيفته المحددة التي عمل بها في ساعات الصباح "الاعتيادية".
  • عندما يُطلب من العامل المثول في مكان العمل لأداء وظيفته والمبيت هناك، ولكن لا يطلب منها أداء أي مهمة في ساعات الليل إلا في الحالات الاستثنائية، فإنّ ساعات المبيت هذه لا تعتبر ساعات عمل، إلا إذا اقتنعت المحكمة، استنادًا إلى درجة التأهّب المطلوبة، وتيرة انقطاع النوم، حجم الإشكاليات التي تحدث في ساعات الليل وما إلى ذلك، بأنّ العامل "عمل" فعليًا في هذه الساعات أيضًا.
  • في هذه الحالة، لم يُطلب من العاملة أداء "عملا" ما أثناء ساعات الوردية الليلية، أو أثناء ساعات الليل في ورديات نهاية الأسبوع، باستثناء الساعتين ونصف الأوليين. فقد أمكنها أن تنام وأن تفعل كلّ ما تشاء (وفقًا لطبيعة مكان العمل طبعًا). وقد أثبُتَ أيضًا بأنّ راحة العاملة لم تُقلَق إلا في حالات استثنائية فقط.
  • لا يُستخلص قطعًا من الحكم القضائي هذا أنّ ساعات الليل/المبيت التي يقضيها طاقم العمل في مكان العمل ليست "ساعات عمل"، بل يجب البتّ في كلّ حالة وفقًا لحيثياتها.
  • ولكن في هذه الحالة، القانون لا يُلزِم بدفع الحد الأدنى من الأجور للعاملة عن ساعات المبيت هذه، ولكن يجوز للعاملة والمشغّلة الاتفاق بينهما على دفع أجر عن هذه الساعات، وفقًا لواجب حسن النية والاستقامة. وفقًا للعقد الموقّع بين الطرفين، حصلت العاملة على تعويضات عن ساعات المبيت في مكان العمل.
  • على ضوء ما جاء أعلاه، رفضت المحكمة استئناف العامل بخصوص دفع فروقات الأجر مقابل ساعات مبيتها في مركز الرعاية.

مدلول

  • في بعض الحالات، ساعات مبيت العامل في مكان العمل في ساعات الليل لا تعتبر ساعات عمل، ولذلك فهي لا تؤهّل العامل للحصول على أجر.
  • عندما يُطلب من العامل المبيت في مكان العمل، ولكن لا يطلب منه أداء أي مهمة في ساعات الليل، إلا في الحالات الاستثنائية، فإنّ ساعات المبيت هذه لا تحسب ساعات عمل.
  • لا يُستخلص قطعًا من الحكم القضائي هذا أنّ ساعات الليل/المبيت التي يقضيها طاقم العمل في مكان العمل ليست "ساعات عمل" ولكن يجب البتّ في كلّ حالة وفقًا لحيثياتها.

من المهمّ أن تعرف

  • بالنسبة للحرّاس ورجال الأمن العاملين في ورديات خارج البلاد، َتحدد أنّ جميع ساعات تواجدهم في مكان العمل تعتبر ساعات عمل، ، حتى إن أمكنهم المبيت في مكان العمل.
راجعوا كذلك

مراجع قانونية ورسمية

تشريعات وإجراءات

شكر وتقدير

  • صيغة الحكم القضائي مأخوذة عن موقع نيڤو.