عند تشغيل مقدّم رعاية تمريضيّة في منزل متلقي الرعاية، يعتبر متلقي الرعاية التمريضيّة مشغّل العامل
ولكن عندما يكون قريب عائلة متلقي الرعاية التمريضيّة متداخلًا في التعاقد مع العامل لِما يزيد عن الإشراف على شروط العمل، ويحدد شروط العمل بنفسه- فإنّه قد يُعتبر مشغّل العامل بدلًا من متلقي الرعاية أو إلى جانبه
في هذه الحالة، يجوز للعامل مقاضاة قريب العائلة إذا تمّ المساس بحقوقه أو انتهاكها
إذا كان قريب العائلة وكيل متلقي الرعاية ويساعده على التعاقد مع العامل، في تنظيم شروط عمله أو الإشراف عليه بحكم العلاقة الأسريّة، لا تنشأ علاقة عمل بين العامل وقريب العائلة
تفاصيل الحكم القضائي
المستوى القضائيّ: | محكمة العمل القطرية |
---|---|
اسم الملفّ: | استئناف لدى محكمة العمل (القطرية) 660/06 |
التاريخ: | 23.01.2008 |
رابط: | للاطلاع على الحكم القضائي |
خلفية حقائقية
- تم تشغيل عامل أجنبيّ كمقدم رعاية تمريضية في منزل متلقية الرعاية التمريضية، والتي توفيت في 15 يونيو-حزيران 2006.
- تم تنظيم شروط عمل العامل في عقد العمل الموقّع بينه وبين متلقية الرعاية.
- حتى عام 2002، كانت متلقية الرعاية قادرة على إدارة شؤونها، وهي من حددت شروط تشغيل العامل.
- منذ عام 2003، كان ابنها متداخلًا في تحديد شروط عمل العامل، وتحمّل أيضًا مسؤولية دفع أجره. حاول أيضًا خفض أجر العامل بسبب صعوبات اقتصاديّة كان يواجهها.
- قرّر ابن متلقية الرعاية نقلها إلى دار مسنين، وأقيلَ العامل في 11 تشرين الأول بدون بلاغ مسبق بالإقالة.
- رفع العامل دعوى ضد متلقية الرعاية وابنها للحصول على تعويضات بسبب انتهاك حقوقه في العمل. أثناء جلسة محكمة العمل اللوائيّة، وعلى ضوء الحالة الصحيّة لمتلقية الرعاية، وافق العامل على شطب اسمها من لائحة الدعوى.
- قضت محكمة العمل اللوائيّة بأنّ ابن متلقية الرعاية كان مشغّل العامل، وألزمته بدفع بدل مستحقات الإجازة، مستحقات النقاهة، تعويضات الإقالة وبدَل فترة البلاغ المسبق.
- قدّم ابن متلقية الرعاية استئنافًا على هذا الحكم القضائيّ إلى محكمة العمل القطريّة. ادّعى أنّ تداخله في تشغيل العامل كان حتميًا على ضوء العلاقة بينه وبين والدته المسنّة، وذلك لا يجعل منه مشغّل العامل.
- رفضت محكمة العمل القطرية استئنافه.
قرار محكمة العمل القطريّة
- عند طرح السؤال حول وجود علاقة عمل بين عائلة متلقي رعاية تمريضيّة ومقدّم الرعاية التمريضيّة، لا يمكن التحديد مسبقًا بوجود أو بعدم وجود علاقة عمل. البتّ في كل ملف على حِدة يكون مشتقًا من تقدير عام للحقائق المعروضة أمام المحكمة.
- مع ذلك، فإنّ نقطة الانطلاق هي أنّ متلقي الرعاية، الذي يوقّع معه عامةً عقد العمل، هو مشغّل العامل مقدّم الرعاية. لذلك، فإنّ دعوى تحصيل الحقوق المترتبة على فترة عمل العامل وانتهائها، يجب أن ترفع ضد متلقي الرعاية التمريضيّة أو ضد ورثته، في حال وفاة متلقي الرعاية التمريضيّة.
- في كثيرٍ من الحالات، لا يكون متلقي الرعاية قادرًا على إدارة شؤونه الجارية، ولذلك، فهو يحتاج إلى مساعدة أحد أفراد العائلة. ولكنّ إشراف قريب العائلة على شؤون متلقي الرعاية لا يخلق عامةً علاقة عامل-مشغّل بينه وبين مقدّم الرعاية التمريضيّة.
- للبتّ في السؤال ما إذا كان قريب العائلة مشغّل العامل بدلًا من متلقي الرعاية التمريضيّة أو معه، يجب فحص وضع متلقي الرعاية ومدى تداخل قريب العائلة في تشغيل مقدّم الرعاية التمريضيّة.
- حدّدت المحكمة أنّه ابتداءً من سنة 2003، بدأ وضع متلقية الرعاية بالتدهور تدريجيًا، وأنّ ابنها كان متداخلًا بشكل نشِط في تحديد شروط عمل العامل. تَحَدّد أيضًا أنّ الابن ألغى خروج العامل في إجازة في يوم الراحة الأسبوعي، وأنّ العامل اعتبره عنوانًا لأي توجّه متعلق بعلاقة العمل.
- ملاحظة مهمّة: مع أنّ متلقية الرعاية لم تكن مؤهّلة لاتخاذ قرارات بسبب حالتها الصحيّة- إلّا أنّ ذلك وحده ليس كافيًا للترجيح بوجود علاقة عمل بين متلقية الرعاية التمريضيّة والعامل.
- مع ذلك، قضت المحكمة بأنّ ابن متلقية الرعاية كان مشغّل العامل، وذلك على ضوء الظروف الخاصة حيث أثبتَ أن تداخله في تحديد شروط عمل العامل لم يقتصر على الإشراف على شروط العمل، وأنّ خفض أجر العامل كان نابعًا من صعوبات اقتصاديّة واجهها الابن، وليس من دوافع متعلقة بمتلقية الرعاية نفسها.
- لذلك، قضت محكمة العمل القطريّة بأنّه منذ عام 2003، كان ابن متلقية الرعاية التمريضيّة مشغّل العامل الفعليّ، وأنّ استئنافه سيُرفض.
مدلول
- عندما يتم تشغيل مقدّم رعاية تمريضيّة في منزل متلقي الرعاية، يُعتبر متلقي الرعاية التمريضيّة مشغّل العامل. في حال خرق حقوق العمل، على العامل مقاضاة متلقي الرعاية أو ورثته (في حال وفاة متلقي الرعاية).
- مع ذلك، إذا كان قريب متلقي الرعاية متداخلًا في التعاقد مع مقدّم الرعاية لِما يتعدّى الإشراف على شروط العمل، وحدد شروط العمل من تلقاء نفسه، قد يُعتبر مشغّل العامل بدلًا من متلقي الرعاية أو إلى جانبه. في هذه الحالة، يحق للعامل مقاضاة قريب العائلة إذا تم المساس بحقوقه كعامل، أو انتهاكها.
من المهمّ أن تعرف
- في حالة أخرى، أصدرت محكمة العمل القطريّة حكمًا قضائيًا مشابهًا يقضي بأنّ نقطة الانطلاق هو أنّ متلقي الرعاية التمريضية هو مشغّل مقدّم الرعاية التمريضيّة. لذلك، فإنّ دعوى تحصيل الحقوق المترتبة على فترة عمل العامل ونهايتها، يجب أن ترفع ضد متلقي الرعاية، أو ضد ورثته في حال وفاة متلقي الرعاية.
- مع ذلك، فإنّ الوضع يختلف إذا توفّرت ظروف تدلّ على أنّ قريب عائلة متلقي الرعاية هو المشغّل بدلًا من متلقي الرعاية التمريضية أو إلى جانبه.
- طالما كان قريب العائلة متداخلًا في التعاقد مع العامل، في تنظيم شروط عمله أو الإشراف عليه لمساعدة متلقي الرعاية التمريضيّة بحكم العلاقة العائليّة بينهما، لا تنشأ علاقة عمل بين قريب العائلة ومقدّم الرعاية. ولكن إن لم يكن قريب العائلة "اليد اليمنى" لمتلقي الرعاية فحسب، إنما أيضًا يتخذ القرارات من تلقاء نفسه، وبموجب اعتباراته- يجب اعتباره مشغّل العامل المسؤول عن الامتثال لقوانين العمل.
مراجع قانونيّة
شكر وتقدير
- صيغة الحكم القضائي مأخوذة عن موقع نيفو.